إزاي جت لك فكرة إنشاء الصفحة؟ وإيه أهدافها؟
هي قصة مضحكة شوية. ببساطة كان شغلي بيتطلب إني أعدي على تحويلة مترو العتبة - عباسية كل يوم، وأنا شخصياً بحب أسميها تحويلة يوم الحشر. التحويلة دي مكان ضيق جداً وزحمة جداً والسلالم الكهربا طويلة أوي، ومن كتر الزحمة وسوء التخطيط إضطروا يشيلوا حلق الباب عشان يوسعوا مكان لواحد زيادة يعدي. كنت بكره حياتي كل يوم بعدي منها لدرجة أوقات كنت باخد دقيقتين أو تلاتة إنتظار على الرصيف بستعد نفسيا لإني أدخل التحويلة دي فقط. بس ومن هنا جاتلي فكرة «أعمال خرائية». وفاكر إن كل الصور إللي في الأول كانت من تصويري الشخصي لمحطات مترو بعدي عليها أو حاجات بقابلها في الطريق او صور منتشرة بالفعل على الفيس.
أهداف الصفحة بسيطة انا بحاول اخلق نقاش حوالين الفراغ العام ودور الطبيعة والبيئة في حياتنا وبحاول اخلي الناس تقيم اللي بيعمله النظام من وجهة نظر معمارية فعلاً. فيه موضوعات بشتبك معها كتير زي العقد الإجتماعي ودور الملكية الخاصة وإيه هو حق الفرد وحق الجماعة أو حق الطريق. أنا كمان بحاول اخلي الناس تبص حواليها وتفهم إن ده مش طبيعي ومش صح.
تقدر تقول لنا إيه عن نفسك وخلفيتك وعملك، بدون الكشف عن هويتك؟
أنا كمؤسس للصفحة شغال في مجال العمران والبيئة، ولكن بيساعدني رفاق آخرين في مجالات متقاربة.
هل ماسورة القبح في الفضاء العام انفجرت بعد ٢٠١٣؟ ولا بعد ١٩٥٢؟ ولا الفضاء العام المصري كان دائما في حالة خرائية؟
أعتقد بعد ١٩٥٢، ولو إني أعتقد إن لها تاريخ أقدم من كده من تهميش المجتمع المحلي في مصر حتى أيام الملكية والخديوية. يعني ممكن ده يبقى راجع لإزدراء العمران المحلي أصلا من أيام إنشاء القاهرة الخديوية. القاهرة الخديوية بالطبع عمران جميل لكنه عمران المستعمر وإتعمل من الأساس لخدمة برجوازيات أوروبية. أنا بشوف إن ده نتيجة لأن تطور رأس المال في مصر كان برجوازيات تابعة للبرجوازيات الأوروبية بالأساس مش برجوازيات وطنية.
كان فيه محاولات كتير في النُص وإقترن حتى صعود المحاولات دي بالتركيز على أنساق عمران محلية.
ممكن أمثلة؟
يعني مش شيء غريب إنك تلاقي ضريح سعد زغلول بعمارة فرعونية. وإنك تلاقي ظهور لأضرحة بزخرف إسلامي. أو إنك تشوف ظهور حي مصر الجديدة إللي بشوفها التجلي الأعظم للتوافق بين البرجوازية المحلية وبرجوازية الاستعمار. بيوت مصر الجديدة لو بصيت لها فهي معمار أوروبي من حيث فراغاتها ومتفرقش كتير عن وسط البلد. لكن الزخرف هو الهوية والشكل المرجو من البرجوازيات المحلية.
بشكل عام كان فيه جدل عمراني واضح في الفترة دي، وكان فيه تبدل في الأذواق ونقاش حول الهوية مع وجود مصطفى كامل والحزب الوطني ثم الوفد وغيرهم. ممكن تلاقي نفس المعماري بدّل الطراز أصلا أكثر من مرة ويحضرني هنا أنطونيو لاشياك مثلا.
بعد ١٩٥٢ النقاش ده تقريبا تم حسمه بشكل عالمي ومحلي. أولا مسألة الهوية والعمران كانت بتواجه هجوم على صعيد العمران العالمي بعد الحرب العالمية الثانية. وكانت بمثابة إعلان انتصار العمران الحديث (انتصار أنا بشوفه مستحق الحقيقة). ثم داخلياً ناصر طالع يقول للناس هنحدث الدولة وهنواكب العصر وهنخلع عباءة الرجعية، وبالتالي كان فيه انتصار للعمران الحديث جوا مصر كمان.
إيه هي أهم سمات العمران الحديث؟
العقلانية. العمران الحديث مر بأكتر من مرحلة عموماً لكن يمكن العقلانية ميزته طول الوقت. بعض الفراغات تم مهاجمتها وكأن فيه إعلان هجوم على الغرف كغرف وعلى الخامات التقليدية وأنواع العمران التقليدية. تغيير خامات البناء وأساليب البناء سمح كمان بوجود فراغات جديدة بنسب ومقاسات جديدة. التنظير في الفترة دي كان كتير أوي. يمكن في رأيي الشخصي أكتر نظرية أثبتت نجاحها وانتشرت في العالم كله كانت الـdom ino system بتاعة لو كوربيزييه. وأنا أكاد أجزم إن مفيش مدينة في العالم فيها النموذج ده بشكل أو بآخر.
طيب سؤال في نفس الموضوع.. حسن فتحي في «عمارة الفقراء» كان له توجه وهو استخدام المواد الأولية المحلية في البناء بما يتناسب مع البيئة المحلية. رأيك في التوجه ده ايه؟ وإلى أي مدى كان توجه واقعي؟
أنا عندي أكتر من ملاحظة حول حسن فتحي. أولاً الرجل ده مظلوم وأغلب المعمارين والطلبة حالياً سمعوا عنه لكن مسمعوش منه، فيعني دايماً بستغرب من إن ده رجل معاصر وعنده لقاءات تلفزيونية على يوتيوب والناس ممكن تسمعه هو نفسه وبيتكلم ومع ذلك بندهش إن فيه متخصصين كتير بيتكلموا عنه وهم شايفينه من عدسة نقاده إللي بعضها للأمانة متواضع.
ثانياً حسن فتحي مهندس ممتاز وانا بتكلم هنا على مستوى الحرفة إللي هي حرفة العمران. ده رجل صنايعي تقيل أوي يعني، والاختلاف معه في نظرياته ورؤيته يتطلب قدر ما من المعرفة التقنية ومبحبش الإستسهال في التعاطي معه وإن الناس تقول مكنش واقعي بدون معرفة برؤيته العملية.
ثالثا هل كان واقعي؟! آه ولا. يعني آه من الممكن تطوير خامات محلية من البيئة في مصر مبنية على الخامات التقليدية اللي إحنا كنا بنستخدمها. وتطوير تقنيات بناء معتمدة على الخامات دي. لكن عملية تطوير خامة بناء بتطلب أصلاً تراكم معرفي وبحث أكاديمي وآلاف التجارب لغاية ما توصل لنتيجة كويسة. العلم مش بيتعمل بالمعجزات ولا العبقرية لكن بيتعمل بالمثابرة والتجربة والخطأ والتكرار والمثابرة في إطار مجتمعي. بشكل أو بآخر، الأكاديمية المصرية إللي أصلا كانت إستنساخ من الأكاديمية الأوروبية رفضت تدعم الرجل في محاولاته. فكأنك عايز تطور خامة جديدة بس إنت واقف لوحدك في المعمل. وبتعمل النماذج بتاعتك لوحدك. فأنا رأيي في حسن فتحي إنه كان ممكن ينجح وكلامه لسه منطقي بس لازم يبقى فيه دعم أكاديمي وسوق مرتبط بالأكاديميا ورغبة في التجربة والخطأ عشان ينجح. والمتطلبات دي هي اللي بتخلي كلامه مش واقعي أوي.
هل لمست شيء مختلف في التخطيط العمراني بعد ٢٠١٣؟
آه. بحب أفرق في الفترة دي بين ٢٠١٣ و٢٠١٦… ثم ما بعد ٢٠١٦. نظام السيسي نظام إنقلابي وغير شرعي وبالتالي بيحاول يحافظ على شرعيته بدعاية مختلفة. في ٢٠١٣ كان بحجة الأمن والاستقرار. وبالتالي التغير العمراني كان أغلبه في تطويق القاهرة أمنياً بأحزمة من الكباري. كان هدفها الأول في اعتقادي هو بسط نفوذ أمني على المدينة المعقدة وضمان عدم تكرار يناير ٢٠١١. بعد ٢٠١٦ او تحديدا بعد التعويم، النظام بدأ يحط ملف العمران في الواجهة كبديل كمان عن فشله الاقتصادي. إللي هو إيه يعني أما الأسعار تضرب في اتنين وتلاتة؟! المهم إننا عملنا قناة سويس. ثم إيه يعني إن المدارس والمستشفيات مش لاقيين فلوس؟ المهم إننا عملنا عاصمة جديدة.
أعتقد إن شرعية النظام حالياً جاية من الملف العمراني. وهو بيصدر نفس النغمة الطبقية إللي كانت موجودة أيام نظام مبارك. إللي هي إنتم شعب همج بتخلفوا كتير وإحنا مهما نبني إنتم بتبوظوا إنجازاتنا بجهلكم وتخلفكم.
هل "ذوق لواءات" توصيف ساخر فقط؟ أم يمكن تعميم نمط فني رديء بشكل عام على أفراد المؤسسة العسكرية؟
يمكن تعميمه الحقيقة، وأنا حتى كنت ذكرت عناصر معمارية للمدرسة الفنية الخرائية دي، من ضمنها الحب المفرط للون البيج والكلادينج والرخام والزجاج الأزرق. غير الحس الأمني والأسوار. الآيات القرآنية والأقوال الشعرية اللي عادة بتكتب بخط عربي رديء بمثابة إهانة لتراث اللغة العربية من حدود الصين للأندلس. وهو فيه سبب عموماً ليه الذوق ده ممكن تعميمه كمدرسة فعلاً وإنه توجه معماري بالفعل. بيتشابه حتى مع أنظمة فاشية عسكرية عالمية في أجزاء وفي أجزاء أخرى هو رديء رداءة محلية. وده يرجعنا لنقطة إننا برجوازيات تابعة بالأساس فإحنا نسخة تقليد رديئة من كل حاجة حتى الفاشيات العسكرية.
ما تفسيرك لحملة قطع الأشجار؟
عندي مبدأ في الحياة وهو (لا تعلل بالذكاء ما يمكن تعليله بالغباء أو الفساد). فيعني انا مختلف مع الكلام بتاع إن قطع الأشجار لسبب أمني أو بسبب توفير الماية. أنا أكاد أجزم إن فيه عدد من اللواءات الألاحيف بيبعوه كخشب. والحقيقة تواصلت مع مجموعة دولية للتحقيقات الإيكولوجية في المسألة دي وهنطلق حملة واسعة قريب للتحقيق في المسألة دي. ويا رب اطلع غلط ويطلع فيه سبب أهم من ده. لكني شايف إنهم أقل كفاءة من إنهم يبقوا بيخططوا لقطع الأشجار لسبب أمني أو كده. أنا بصراحة بستغباهم.
كيف ترى مشروع العاصمة الإدارية الجديدة والعاصمة الصيفية (العلمين الجديدة)؟ ولماذا الإصرار على بناء أبراج في الصحراء غير المتكدسة!؟
شايفهم الإتنين أعمال خرائية ومجرد إستحداث لأزمة عقارية إحنا عايشينها بالفعل وخطوة جادة في الاتجاه لطريق الافلاس واحنا رايحين له عموماً. والمسألة مش في بناء الأبراج في حد ذاتها لكن في جدوى ده. يعني إيه هو نسق الإنتاج المرجو في الأماكن دي عشان كده إتعملها أبراج كتير؟! لأن لو كان التصور هو دبي فمصر مستحيل تبقى دبي. وده راجع لطبيعة الاقتصاد. اقتصادات الخليج هي اقتصادات فائض قيمة والفائض ده لازم يتحط في مشاريع عالية التكلفة والربحية عشان يحافظ على قيمة عملتها ومكانتها كمصدر أول للنفط في العالم وعشان ميبقاش عندنا كارثة اقتصادية عالمية. فيعني دول الخليج فيها بعض البنايات عبارة عن بناء بلا هدف، بما فيها برج خليفة إللي هو جزء معتبر منه مجرد مضاربات عقارية وغير مستخدم بالفعل. بس يعني إنت في مصر في اقتصاد بعيد كل البعد عن فائض القيمة بتعمل كده ليه؟! الناس هتشتغل إيه هناك؟! ما هو مش منطقي البلد كلها تتحول لكافيهات ومطاعم وكول سنتر وعيال شبه هادية غالب! أما من ناحية معمارية فده تصميم مضحك. هو أشبه بتصميم روما في عصور الإمبراطورية الرومانية. وروما هي خيال كل الديكتاتوريات الفاشية. مدخل المدينة ثم شارع طويل يقود إلى الكولسيوم. وعلى القادة العائدين من ميادين الحروب إنهم يقفوا يطلبوا الإذن من شيوخ المدينة. فيسمحولهم بالدخول ويمشوا في طريق طويل معاهم الأسرى لغاية الكولسيوم. ثم تبدأ حفلة التعذيب الجماعي برمي الأسرى للأسود. وده تصميم إستند له هتلر وموسيليني وتشاوشيسكو. هتلر له نموذج شبه ده وكان مخطط لبرلين عاصمة جديدة اسمها Germania. ولكن عوضا عن مبنى البرلمان المهول فعندنا البرج الأيقوني. اللي هو أنا لغاية دلوقتي معرفش ليه أيقوني.
دولة يوليو بتحب أوي التصميمات النازية عموماً وحتى كان في قصة شهيرة لإستاد القاهرة. وانه مصمم نازي نفس إللي صمم ستاد برلين لهتلر، على حساب تصميم سيد كريم المهندس المصري إللي عبد الناصر غضب عليه.
وعموماً في مدينة كمان بشوفها بنفس الدرجة من الضحك وهي مدينة أسغبات في تركمستان. وهي العاصمة الأكثر ضحكاً في العالم. كل شيء أبيض في أبيض، والشوارع كلها مستقيمة ومتعامدة وتقود لنفس التصورات الرومانية. تقريبا أكتر تصور ديستوبي للمدن شوفته في حياتي.
أما العلمين فهي من ناحية تخطيط عمراني فهي ضحك فقط. لأن المفترض لو هتعمل أبراج فإنت بتدرس مداخلها ومخارجها كويس لأن كل مبنى منهم بيساع آلاف البشر بعربياتهم وعشان كده حتى المدن إللي بتصمم أبراج وخوازيق عملاقة بتحطها في نُص المدينة. وبيبقى نسق عمراني معروف إن ده المركز وبيتدخل وبيتخرج منه من كل النواحي تقريباً ومش مخنوق بطريقين أو تلاتة فقط رابطينه بباقي المدينة. فيعني يمكن العلمين كانت تبقى أفضل حظاً لو الأبراج دي مش على جزر لكن في النُص. ومن ناحية معمارية الأبراج دي شكلها عبيط. كإن لبست المباني السوفيتية بورنيطة وقلت عليها معجزة معمارية وتحفة. وهي زيها زي أي برج سوفييتي ولابس بورنيطة. غير كده الزونينج غريب جداً. يعني إزاي جنب الأبراج يبقى فيه فلل خاصة وكومباوندات؟! يعني هل المنطقة دي دلوقتي منطقة تجارية ولا سياحية ولا إيه بالظبط؟! معرفش.
طيب في حالة رحيل السيسي عن الحكم وتغير النظام لآخر ديمقراطي يلبي مطالب واحتياجات الشعب... ماذا سنفعل بتركة السيسي المعمارية سواء الكباري أو الطرق أو العاصمة الإدارية وأخواتها؟ يعني الراجل رمى خراسانة كتير!
بعضها ممكن إصلاحه. وبعضها يجب هدمه. وبعضها متروك لإبداع البشر ولعله خير ونلاقي حلول. بشاير الخير والأسمرات وغيرهم من المكعبات السوفييتية ممكن إصلاحهم. وفيه تجارب كتير من شرق أوروبا للي حصل مع عمران السوفييت بعد إنهيار الاتحاد السوفييتي. أنا شخصياً بشوف برلين المدينة الأكثر إبهار في ده، وغالبا هي المدينة اللي أوجدت الحلول الأفضل والأكثر إبداعية في العالم كله للتعاطي مع التخطيط المتخلف ده. وارسو كمان ممكن نتعلم منها كتير. لكن نفق ال٤٥ وكوبري سيدي جابر بصراحة مش عارف. أتمنى يبقى فيه ناس عندها حلول لده. ومش قادر أتخيل إن المدينة محكوم عليها تكمل حياتها مع ده.
بالنسبة للكباري عموماً فأنا شايف إن بعضها لازم يتم استغلاله فعلاً. فيه مشكلة في المساحات إللي تحت الكباري عموماً وهي مشكلة عالمية، إنها مساحا ممتازة لرمي الزبالة، تعاطي المخدرات، الباعة الجائلين ولعدد لا بأس به من الأنشطة غير المشروعة. وبتأثر على الأمان ومعدلات الجريمة في المدينة. خصخصة المساحات دي أحيانا حل منطقي، لكن مش كمطاعم او كافيهات! فالمحلات التجارية والكافيهات دي مساحات غريبة جداً تحت الكباري. تاريخياً المساحات دي ياما بتتحول ساحات عامة لأنشطة زي التزلج أو مساحات فنية أو مشاتل أو جراجات خاصة أو أي حاجة على النمط ده. لكن في مصر بشوف العجب العجاب الصراحة. لدرجة إن تحت الكباري مطاعم أكل وشرب بنكهة العوادم وقاعات أفراح. تجارب ممتازة لزيادة نسبة الصم الحقيقة.
تحولت صفحتك في وقت نسبيا قصير إلى أحد أهم الصفحات في فضاء الانترنت المصري، بماذا تفسر نجاحها؟
أنا الصراحة مش حابب ده شخصياً وإن كنت بقدره. أنا كنت بتعامل مع صفحتي بروقان للسف والهزار وكونها بتكبر بيتطلب شكل تاني من إدارتها ومحاولة فهم مساحات البشر كلهم، دور أنا شخصياً محبش ألعبه وبشوفه عبء. لكن في نفس الوقت أعتقد إن ده بسبب إن الناس مخنوقة ومش لاقية حاجة تعبر من خلالها وأنا نسبياً جريء في التعاطي مع المشكلات وفي طريقة سخريتي، فتقدر تقول الناس بتفش غلها.
تعرضت الصفحة لهجوم من بعض أنصار النظام ودعوا لمحاكمتك؟ بماذا تفسر غضبهم؟
أعتقد بسبب النقطة اللي ذكرتها قبل كده، وهي إن من بعد ٢٠١٦ وتعويم الجنيه ونظام السيسي بيستمد شرعيته من الناحية العمرانية كباني مصر الحديثة والجمهورية البتنجانية الجديدة بعد ما كان قبل ٢٠١٦ محارب الإرهاب وجالب السلام والاستقرار. وهو إللي تزامن مع تصدير وجوه من نفس الملف العمراني ده كوجوه مؤثرة، منهم الرجل الختامة مصطفى مدبولي، غير اللقطة بتاعة كامل الوزير كوزير للنقل والمواصلات، إللي هو جبتلكم الراجل الحمش الجامد إللي هيمشي الطرق على الإيقاع المظبوط. فالصفحة ببساطة بتضرب شرعية النظام العمرانية وبشكل متخصص، وده إللي حارقهم جداً.
طيب آخر سؤال: هل هناك عمل خرائي قريب إلى قلبك؟
معرفش الحقيقة مفكرتش في السؤال قبل كده. فيه أعمال أيقونية معلقة معايا شخصياً وبتضحكني، من ضمنهم صورة نفرتيتي اللي على الصفحة. بس أحياناً بطور علاقة حب غريبة وشاذة مع الأعمال الخرائية اللي بنشرها، إللي هو بيبقى عمل خرائي بس كيوت كده وبيضحك.